إيجاز مختصر لبعض الفقرات التي وردت عن ولي العهد السعودي في الكتاب المثير للجدل "سادة الكوكب“ للكاتبة "كريستينا مارتين“: - هؤلاء العشرة، يتربعون على قمة "أولمبيوس“ ويتحكمون بمصير كوكب الأرض - نحن في وسط حرب عالمية ثالثة، وهي أعنف من الحروب العالمية التقليدية التي نعرفها. - الإيجاز:
يحتكرون السلطة أكثر من أي حكومة ومنظمة وكيان، أنه الجيل الجديد الذين يشكل البشرية ويرسم لها الطريق الذي ينبغي أن تتبعه، إنه جيل يفعل ذلك الآن ويطمح بالاستمرار بذلك في المستقبل. جميعهم يريد أن يصنع التاريخ، حتى أن هناك منهم من يفكر في ترك بصمته إلى الأبد. إن الذين يتقاسمون القوة العالمية هم حوالي عشرة أشخاص فقط، معظمهم حصل عليها بسبب العبقرية التي تمنح النجاح، الذي عادة ما يأتي مصحوبًا بالمال، الكثير من المال. لقد فعلوا ذلك من خلال الاستفادة من عصر التغيير التكنولوجي والاجتماعي والبيئي، حيث كانوا يعرفون كيف يتمركزون ويخاطرون ويحققون الهدف، أعداؤنا هم سادة الكوكب الجدد: إيلون ماسك، وجيف بيزوس، مارك زوكربيرغ، محمد بن سلمان، بيل غيتس، لاري بيج، وارن بافت، جورج سوروس، روبرت مردوخ، لاري فينك.
يربطهم جميعًا هوس تغير العالم وإظهار أنهم يملكون القوة الكافية للقيام بذلك، كل واحد منهم في مجال مختلف فيما وصف بـ"الثورة الصناعية الرابعة": الثورة التكنولوجية وعلم الوراثة والطب الحيوي ووسائل الإعلام والطاقة والاستثمار، تقول مارتين: "جميعهم يسيطرون على العالم المرئي ويسعون للهيمنة على العالم غير المرئي، عقولنا وأرواحنا. وبطريقة ما، يسعون للتحكم بآرائنا وأهدافنا واستهلاكنا وأمانينا كبشر"، وتؤكد مؤلفة كتاب "سادة الكوكب". أنه بمجرد وصولهم إلى "أوليمبوس" [أي قمة] السلطة بفضل قوتهم الاقتصادية، اختارت هذه المجموعة من الآلهة، التعامل مع مجالات وتطلعات جديدة للتحكم في حاضر ومستقبل البشرية. وتؤكد أنهم باتوا يتربعون اليوم على قمة أوليمبوس، بلا منافس
- حرب عالمية ثالثة لا نشعر بها: وفقًا للمؤلفة، يتنكر هؤلاء "البلوتوقراطيون" على هيئة فاعلي خير يسيطرون على البشرية والكوكب ويسعون إلى أن نكون ونفكر كما يريدون هم، ويريدون الاستمرار في كسب المال من خلال شركاتهم وأذرعهم المختلفة، يتقاتلون بشراسة فيما بينهم ويخوضون في نفس الوقت، حروب أخرى مختلفة أسفل قمة أوليمبوس التي يتربعون عليها، إننا في "حرب عالمية ثالثة" عنيفة جدًا ومتعددة الجبهات، يجري فيها استخدام أسلحة التلاعب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي، على نطاق واسع لتغيير عاداتنا واقتصاداتنا وطبيعتنا، هو شيء مستجد مقارنة بالحروب السابقة".
لقد حل هذا الجيل الجديد من الأقوياء محل الشخصيات التي كانت تسيطر في يوم من الأيام على الاقتصاد العالمي ومعه المحاور المركزية للإنسانية. تقول: "تأسس بعد الحرب العالمية الثانية نظام عالمي جديد، استعمرت فيه الولايات المتحدة أوروبا ماليًا وثقافيًا بهدف أن يصبحوا أسياد العالم. وهذا التحالف القوي تشكل في "نادي بيلدربيرغ"، وتضمن أسماءً مثل روكفلر أو كيسينجر. أما الآن، فورثتهم لم يعودوا أمريكيون فقط وليسوا في حلف واحد، إنما متعددوا الجنسيات ومن أندية متعددة الأقطاب وأصول وثقافات مختلفة، فالجيل الذي حل مكانهم جاء بعدما واجه الجيل السابق بعض التصدعات والأخطاء، ما تسبب ببدء دخول لاعبون جدد، حيث فتحت شخصيات مثل محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية الثري والقوي، فجوة في الهيمنة الأمريكية. بسبب أخطاء أسياد الكوكب السابقون وغرورهم، قام بن سلمان بنقل السعودية من مرحلة كونها الحليف الأكثر أهمية للولايات المتحدة إلى مرحلة التمرد والبدء في النظر إلى أماكن أخرى من الكوكب، نحو بريكس ونحو دول مثل البرازيل وروسيا والهند أو الصين، تقول مارتين: "إن أصغر سادة الكوكب عمرًا، بدأ يتمركز لقيادة نظام عالمي متعدد الأقطاب، وليس أمره مقتصرًا على التحكم بمواردنا في الطاقة، بل يسعى لامتلاك أكبر عدد من بياناتنا الضخمة وموارد التسميد لزراعة غذائنا واستقطاب علمائنا ورؤوس أموالنا، كأبرز أسلحة التحكم في مصائرنا في المستقبل، يعتبر بن سلمان أصغر سادة الكوكب سنًا، ولكنه يختلف عن البقية تمامًا في الأصول والثقافة والتقاليد. ولد في مدينة جدة (السعودية) عام 1985. ورث ثروته من عائلته، التي حصلت عليها من النفط الذي تتحكم به الأسرة الحاكمة السعودية. وقد تم اختياره ليحل محل الملك الحالي، سلمان بن عبدالعزيز، والده. يعزى لابن سلمان التحول الذي تشهده بلاده حاليًا، وتقوم مساعيه على أن يصبح الرجل الأقوى على الجانب الآخر من الكوكب، الجانب الأبعد عن منطقة نفوذ الولايات المتحدة، فعندما برز نجمه بدأ مواجهاته مع أقرب أصدقاءه وحلفاءه التقليديين، جيرانه من دول المنطقة وأمريكا، لفرض سلطته بالقوة والتهديد والمواجهة، وتندرج سياسته هذه ضمن جانبه الساعي للحصول على السلطة الدولية بدون معوقات وتهديدات مسبقة، والذي يشمل أيضًا إقصاء الأصوات التي تعترض طريق رحلته داخليًا وخارجيًا، يحاول بن سلمان كسب المزيد من الزخم الدولي عبر الانفتاح الثقافي والسيطرة على الأسواق الرياضية والثقافية والسياحية والتقنية. كما أن آخر مظاهر سلطته الهادفة لتشكيل المستقبل هو مشروع "ذا لاين"، مدينة مستقبلية بطول 170 كيلومترًا وارتفاع 500 متر متصلة بقطار سريع ومغطاة بجدران زجاجية لضمان استدامتها في وسط الصحراء، وتقع ضمن المدينة الطوباوية - يوتوبيا - الأكبر نيوم، والتي عندما تكتمل لن يستطيع أيًا من البشر أن يقاوم رغبته بالهجرة إليها والسماح لابن سلمان بتجنيده والاستيلاء على بياناته والتحكم بمستقبل سلالته، في حالة مشابهة لحال أوروبا سابقاً في عدم مقاومة هيمنة البنوك الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي بسببها أصبحت أمريكا فيما بعد تتحكم بمستقبل الأوروبيين وتجندهم لخوض الحروب معها وتفرض قيمها وثقافتها على سلالاتهم البشرية.